بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل من ميزان عدله لكل نبيّ شرعة ومنهاجاً وحكّم بفضل حكمته ما يدل على حقيقة المعنى المنصوص، وأشمل المعاني بالعموم والخصوص ، ليقوم الراسخون من الأمة بوضع موازين القسط في مكان أوامره ليرُدوا لكل صاحب حق نصرته ويردعوا كل باغ عن صولته ويتبيّنوا في نواهيه .

والصلاة والسلام على خير مخاطب بقوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (18) سورة الجاثية الآية (18) سيدنا محمد وعلى آله وصحبه خير من اتبع هديه وشهد فضله وعدله .

أما بعد :

لقد ظلت كلية الشريعة والقانون منذ تأسيسها تقوم بدورها غير منقوص تجاه أهدافها العامة والخاصة تزود طلابها وطالباتها بسلاح العلم وتاج المعرفة في ما أنبط بها من علوم الشريعة الغراء التي من خصائصها ثبات القواعد ومرونة الحكمة والأحكام التي تشمل مستجدات العصور دون قصور وتحفظ قيم الدين ومبادئه من لدن بعثته صلى الله عليه وسلم دون تفريط ، وفي ظل هذا وذاك كله يتمكن طلابنا وطالباتنا في مستويات الدراسة المختلفة((البكالريوس – الدراسات العليا)) بإذن الله تعالى من استيعاب ما تقتضيه التشريعات وفقاً للظروف والمواقف المختلفة على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية وذلك استناداً إلى منهج استحكمت حلقاته ليستوفي لنا كل ذلك بإعداد جيل قادر على جميع التحديات الماثلة والمرتقبة، ومتميز علماً ومهنةً يمكناه من تحقق أهدافه المرجوة وتطلعاته المنشودة .

أما أدوار الكلية المجتمعية والتي تمثل مبدءاً أصيلاً وهدفاً استراتيجياً ما فتئت تقوم بها منذ أكثر من عقد من الزمان – تسير الرحلات الدعوية تجوب أطراف الولاية شمالاً وجنوباً ، إلى جانب الكراسي العلمية المستمرة ، بإذاعات الولاية وعدد من المساجد ودور المؤمنات ينفذها أساتذة الكلية في أقسامها المختلفة ، وكل ذلك إلى جانب المناشط الداخلية من ندوات ومحاضرات ، وإلى غير ذلك لعقد دورات في تنمية المجتمع من اسعافات أولية وتغذية وجماليات وحاسوب ونحو ذلك .

وسيستمر هذا العطاء بعون الله تعالى ونتطلع إلى عقد مؤتمرات علمية تناقش وتعالج العديد من القضايا التي تمر بها البلاد وخاصة فيما يتعلق بالتشريعات والدساتير ونحوها مما يمت بصلة مباشرة إلى تخصصاتنا إن شاء الله تعالى .

والله ولي التوفيق

د. الريح رحمه حمد عمر
عميد كلية الشريعة والقانون